حينَ يثورُ أخي لإني أخذتُ شيئ يَخصه يُصبح الخلاف أمرٌ عادي بيننا ..لَكننا بعد وهلات نعود مثلما كنا أخوه ننتمي لأبوين مُتشابهين .. فأخي سني وأخي الآخر شيعي وأنا إباضي وجَميعنا ننتمي لأبوين مُسلمين .. نعم ننتمي للإسلام.. جميعنا نعود لنفس البِناء وَهو : الشهادتين والصلاة والزكاة والصوم والحج .. مُتفقون في أُسس الإسلام وطالما نحن مُتفقون في الأُسس لما نَلتَفِت إلى صغار الأُمور ونؤجج نارِ الفِتن منها .. أمر غَريب حقاً !
........................
يُحکى أنَ هُنالک رَجلاً .. أقامَ بلاداً لِلمُسلمين .. لکل أُناس الموَحدين. سعى في الأرضِ خَيراً، ونَشر في الأرض ديناً، وقضى بِالحق بَين المُسلمين. وَمرَت الأعوام وأقتَرَب مَوعِد الإنسان .. وَفي يومِ عَرفه وَمِن جَبل الرحمة نادى في الناسِ :
أنتُم يا بَني الإسلام " دِمائكم وأعراضُكم حَرامٌ عَليکم إلى أن تَلقوا رَبکم " ..
أنتُم يا بَني الإسلام " فلا تَرجعَن بعدي كافِراً يَضربُ بَعضُكم رِقَاب بَعض " ..
أنتُم يا بَني الإسلام " إني تَركتُ فيکم ما إن أخذتُم بِه لَن تضلوا بعده: كِتابُ الله وَسُنةَ نَبيه " ..
أَنتُم يا بَني الإسلام " إن رَبُكم واحِد، وإن أباكم واحِد، كلكُم لآدم، وآدم مِن تُراب، وإن أكرَمكُم عِند الله أتقاکُم " ..
ٱنتُم يا بَني الإسلام " ألا هل بَلّغت .. اللهم فَاشهد " ..
وأنزلَ الله تعالى قوله " ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلأسْلاَمَ دِيناً " [المائدة:3].
وتوفيَ الرَسول مُحمد صلى الله عليه وَسلم بعد أن أوصى المُسلمين جَميع المُسلمين في الأرض وصايا عظيمه قبلَ وفاته خُطت وَنُقِلت لنا جيلاً بَعدَ جيل ، حَذرنا فيها مِن الفَناء الذريع إذ إستسلم المسلمون للخلافات ومَضوا في الغفلة يجرهُم الشيطان وإخوانه مِن فَخ إلى آخر ، وذلک هو حال المسلمين الآن نراهم يختلفون بأمورٍ حَصلت منذ 1400 عام نقلوا خلافاتهم معهم وجرَهم الشيطان لتکفير بَعضُهم البعض وإستباحة دماء بعضهم البعض .. يالَ خَجلنا منک يا رَسول الله .. حَصل هذا ..کُل هذا رُغم تحذيرک !
0 التعليقات: