مِن وَطن جاري أطُل.. وقَلبي يئِن..
ولِساني حَبيسُ الكَلام يَقول: ما العَمل؟!
فلسطينُ الهوى أنتي ..
ساميَةُ التاريخِ أنتي.. قِبلَةَ المُحمَدي الأولُ أنتي..
نَعم أنا لَدى جاري ..
وبيتي قائمٌ بِجواري ..لا يفصلني غير صُراخ عيني لأبلُغُه ..
وأبلُغه.. لتخبو بعدها الصرخه ويختفي الألم..
لأعود وبِفرحٍ خائِب كَكُل مَرة لبيتِ جاري..
هَكذا أفعَلُ كُلَ يَوم..
أُجابه سُكونَ جَسدي وأعتَلي سطوح جاري لِأطُل إطلالةَ كُلَ نَهَار..
تُرى لأي حَدٍ سَأصِل..؟
العَمل نَعم أسألُ ما العَمَل؟.. كَيف لي ذَلِكَ دونَ ذُل شَيبتي..؟
نَدى جِفني بَلَل.. وَبكى لِساني مَرَض..
وعَوى جَسَدي ألَم.. تُرى ما العَمل؟
جَاري كَلِل..
مُلئَ منزِله بِأطفالي وَيريدُ التَمديد لِمَتى سَينتَظِر.. مع ذاك هوَ لَم يَستَكِن..
صعد المِنبر ..دعا إعلامَهُ الوَردي..
قالَ الكثير مِما لا أذكره .. لكنَني أذكر أنه اندمَل..
صَفقَ الجَميع لِتَنديده..
ونَزَل ليتَعَشى بِرُفقةِ الغَجَر.. رَفع الكأسَ ليَقول: أهلاً بِمَن حَضَر.
في الصَباح..
قالَ لي جاري :سأُعطيكَ داري وأفعَل بِها ما تشاء ولا تَدع لِتلک بال..
يُريدونَ العَيش.. كما أنتَ تُريده.. فأعفوا وأصلِح وعفى اللهُ عَمّا سَلف..
وفي اللَيل..
كَتبت ورقة صغيرة ووضعتها على باب الجار.. وذهِبت لِأطُل كَکُلِ مَره..
لَكنها قَليلاً غَيرَ كُل مَره.. صَحِبتُ أطفالي وأخذتُ ما خبئتُ من مال ومَضَيت..
صحى الجار ووَجد الآثار..
ورَقةَ إقرار بِفعل الأحرار.. مَكتوبٌ في صدر الصفحة ..
"للإهانة والذُلِ لا ..وشُكراً للضيافة ..في سَطحِک مِزراب تَبِعتهُ وأطفالي لِنعودَ لبيت الرَب"..