فِکره بل قَضيةُ أُمَه طَرحتُها أنا الإنسانُ البَسيط، البَسيطُ جِداً عَلى ..
مَن أجزِمُ أنهُ صَديقي ، وآخَر متيقنٌ أَنهُ عَدوي ..
صديقي سمِعها إحتراماً لِلساني وَوجداني، وعدوي تجسسها استراقاً وخوفاً مني ..
کِلا النوعين سَمِعا وَعرِفا بِأني ،فقيرٌ، غَنيٌ بِفضل رَبي ..
صَديقي کعادتِه أخذَ يُفَنِد وَيُحَلِل ويُميز الطَيب من الشَرِ فيها ..
عَدوي کان بين خَيارين أما أن يَستَعِد ليَحمي نَفسه وأما أن يُبادر ليَقضي عليها ..
حينَ أخَذتُ زِمامَ الأُمور ،وحَسِمتُ مَوقفي على التَنفيذ وأصبَحَت الفِكرة واقعاً..
صَديقي أخذَ يَفتُر حَماسه شيئاً فشيئا .. تارَةً يتوعَد وتارةً يتنهَد وتاراتٍ کثيرةٍ يَستَنکِر ..
عَدوي أراهُ يَبکي أمامي ويُخفي يَديه عَن أُم عَيني .. وأَراه يَبني ويَبني ويَبني ..
غَريبٌ أَمرهُ عَدوي ،يعوي وهو يَبني،..
مع أنَني حَشدتُ أعواني وَسلطاتي وسَخرتُ أملاکي في حَضرةِ العَدل الإلهي ..
والأغرَبُ إحتِفاءهُ صَديقي بِكُل ما هوَ باني وتحيتهُ لِکل أمجاد أعدائي ..
بِالله عليکَ يا إلهي أيَهُم جَاري مِن أخواني .. أنا ما عُدتُ أدري بأي بِلادٍ تُراني ..
فَقِدتُ بَصيرتي وأحتِرتُ حتى بِأبنائي .. إن کان عليٌ قال يوماً صَديقي عَدو عَدوي ..
فإني أراني تِهتُ في تَصنيفي لِلجَاني .. وعَدوي هوَ صَديقُ عَدوي مَع احترامي لِلجاني ..