الاثنين، 27 يوليو 2015

نرجسية " أنا على حق"..!


أن تعيش على هذه الأرض وتَظُن أنك الوحيد الذي على حق وأن كل من يخالفك مخطئ فهذه مشكلة عظيمة تُصنف لدى عُلماء النفس على أنها "نرجسيه" بل زاد وضع بعضهم حِدة ليُطلق عليه "مريض جنون العظمة".

يقول الله تعالى في سورة الإنفطار الآية ٦ في وصف المغرور {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ} بها يحضرني غرور بعض العرب بدين الإسلام وإفتخارهم به وكأنه قد أُنزِل للعَرب فقط دون بقية قبائل الأرض بالرغم من أن الدين الإسلامي جاء للناس كافه يقول تعالى {  وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (سورة سبأ الآية ٢٨) .

ويعتبر بعض العرب أن الأعجمي أقل منه علما في أمور الدين ويتعامل معه على هذا الأساس بالرغم من أن ذاك الأعجمي قد سبقهم بأشواط في حفظ القرآن والعمل به. كأولئك الناس اللذين يقولون: "نحن من أهل الجنة وأنتم من أهل النار" يصطفون أبناء فرقتهم العربية على الفرق الأخرى الأعجمية وكأنهم قد إمتلكوا الجنة بما فيها ويوزعون ما بها على من تملقهم ممن يريدون مع أن كِلا الفرقتين تُدينان بالدين الإسلامي.

هذا الغرور بالنفس وزعمهم على أنهم على حق وغيرهم على باطل يدفعهم إلى ما هو أبعد من العدوان على الآخر قد يصل إلى الطغيان والظلم وفي تحليل بعنوان " قراءة في النفس الإنسانية" ربط بلاغةً بين آية  {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيم (6)ِ } من سورة الإنفطار وبين آية { كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ (6) أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ (7) } من سورة العلق ويقول:

"... الغرور الذي قاد ضحاياه إلى الاستهانة بالحقّ والتجاوز على قيم الحياة، والاستخفاف بالآخرين فيخاطبه القرآن: (يا أيها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم).
والقرآن يطلق هذا الوصف على أولئك الغافلين، رغم يقظتهم بعد أن غرّهم بالمال والجاه والسلطان، وظنّوا أنّهم ملكوا الدنيا، وانّ ما ملكوا لا يزول ولا يفنى، وليس بوسع غيرهم أن يحتل الموقع الذي وصلوه." و " يكشف القرآن صورة الموقف المهين للإنسان المغرور يوم الحساب: (يا أيُّها الإنسان ما غَرّكَ بِرَبّك الكريم).
والمغرور لا يقوده الغرور إلى العصيان والعدوان وحسب، بل ويتجاوز حدّ العصيان ويتمادى في الظلم والعدوان، فيطغى ويتحوّل إلى طاغية يعبث بالحياة، فالمال والجاه والقوّة والسّلطان أدوات غرور تقود المغرور إلى الطّغيان والعدوان.
والقرآن يشخّص تلك الظاهرة المرضيّة، ويحاول أن يلفت نظر الإنسان المغرور بقوله: (كلا إنّ الإنسان ليَطغى* أنْ رآهُ اسْتغنى).
إنّ الإنسان مخدوع يرى نفسه قد استغنى عن ربّه، وما هو بغني إنّما هو مغرور بما خوّله الله من فضل ونعمة."

كَيف لنا أن نُزكي أحد دون آخر ؟! فعن جابر (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم" إذاً اذا كان ولابد من ترجيح أحد على آخر فمقياس التفاضل يكون بالتقوى لا بالقبلية أو المذهبية أو حتى الجنسية.

تحليل " #قراءة_في_النفس_الإنسانية ": http://goo.gl/QKoykR .

0 التعليقات: